دكالة و إيالتها لأبو القاسم الشبري
يأتي مؤلف “دكالة و إيالتها، جهة دكالة-عبدة: تاريخ و آثار” لصاحبه أبو القاسم الشبري ليملأ شيئا من الفراغ الذي تعاني منه الدراسات المتخصصة في تاريخ جهة دكالة، المتواجدة جنوب مدينة الدار البيضاء بالمغرب. إذ أن الأبحاث و الدراسات السابقة، و على كثرتها، لم تعالج تاريخ المنطقة ككل بمختلف عصورها، “مكتفية بجانب دون آخر أو مرحلة دون باقي المراحل”، حسب د. محمد المهناوي العميد الأسبق لكلية الآداب و العلوم الإنسانية بالجديدة.
و يعالج المؤلّْف، و هو الباحث الأركيولوجي، في كتابه الواقع في 188 صفحة تاريخ، منطقة دكالة بأسلوب بسيط و سهل دون الوقوع في تعقيدات البحوث الأكاديمية و التفاصيل التي قد تجعل القارئ غير المتخصص يضيع بين ثناياها.
و يتكون الكتاب على تسعة فصول إضافة إلى مقدمة و خاتمة، غنية بالصور و الخرائط، يسرد فيها الكاتب تاريخ كل إقليم من أقاليم الجهة على حدى كأزمور، الجديدة، آسفي و غيرها (انظر لائحة الفصول كاملة)، مصححا عبرها الكثير من المغالطات و مفندا مثلها من الإداعاءات.
و يؤكد الكاتب، أبو القاسم الشبري، غير ما مرة في معرض كتابه إلى أن تاريخ دكالة -التي استقر بها أولا أمازيغ المغرب القديم.. الذين أدان بعضهم بعضهم باليهودية قبل أن يعتنقوا الإسلام- صنعه أبناءها. و إن استفادت الكثير من الأوربيين، فإنها “لم تنتظر أجنبيا لتبني و تشيد..”. مضيفا أنه “من العبث و السخافة البحث عن وجود روماني بدكالة لتأكيد قدمها، كما أنه من الإجحاف الكبير اختزال تاريخها في فترة الوجود البرتغالي، على أهميته. المدن العتيقة و الرباطات و القصبات و المآثر العمرانية و الأثرية تشهد على غنى و عراقة العمران و الإنسان بدكالة على مر العصور..”.