مكيافيللي – مقدمة قصيرة جدا
يعتبر نيكولو مكيافيللي، اسمه الكامل نيكولو دي برناردو دي ماكيافيللي، من أكثر المفكرين المثيرين للجدل، إذ أسال، كتابه الرئيسي الأمير، من المداد ما لا يمكن حصره.
و مهما كانت خلاصة كل ما دون في حق مكيافيللي، فهو يظل من أهم ركائز السياسة الواقعية، إن لم يكن الركيزة الأهم.
رحل مكيافيللي عن عالمنا منذ نحو 500 عام، لكن لا يزال اسمه حيّا كنموذج للدهاء و الازدواجية و انتهاج سوء النية في الشؤون السياسية. و قد ظلّ “مكيافيللي السفّاح” –كما يصفه شكسبير- أبدا محلّ بُغْض الفلاسفة الأخلاقيّين على اختلاف اتجاهاتهم؛ المحافظين و الثوريين على حدّ سواء. فقد زعم إدموند بيرك أنه رأى “الثوابت البغيضة للسياسة المكيافيللية” التي يقوم عليها “الاستبداد الديمقراطي” الموجود في “الثورة الفرنسية”. و شنّ ماركس و إنجلز هجوما لا يقل شراسة على مبادئ المكيافيللية، و أكّدا في الوقت نفسه على أن أنصار “السياسة المكيافيللية” الحقيقيين هم أولئك الذين يحاولون “إخماد الطاقات الديمقراطية” في فترات التغيير الثوريّ. و النقطة التي يتفق عليها كلا الطرفين هي أن شرور المكيافيللية تشكّل أحد أشد المخاطر التي تهدد الأساس الأخلاقي للحياة السياسية.
من مقدمة الكتاب
تحميل مكيافيللي – مقدمة قصيرة جدا
المؤلف: كوينتن سكينر
ترجمة: رحاب صلاح الدين
دار النشر: مؤسسة هنداوي
عدد الصفحات: 109