علال الفاسي عن عبد الله العروي
يسرنا في موقع الأزمنة أن نضع أمام قراءنا النسخة المكتوبة، و الإلكترونية، من العرض الذي ألقاه الزعيم الاستقلالي علال الفاسي حول مؤلف المفكر المغربي عبد الله العروي، مجمل تاريخ المغرب، الكتاب الذي عانى حينها من المنع في المغرب، و قبله كتاب الإيديولوجيا العربية المعاصرة. هذا العرض الذي ظهر أول مرة على صفحات جريدة العلم الأسبوعي، عدد 26 مارس 1971، و أعيد نشره في كتاب “محاورة فكر عبد الله العروي” الصادر عن المركز الثقافي العربي سنة 2000 بمناسبة مغادرة عبد الله العروي الجامعة المغربية.
و إذ نعيد نشر هذا النص التاريخي اليوم، فلأننا نؤمن أشد الإيمان بأهمية مثل هاته النصوص للمهتمين و كذا الدارسين و الباحثين، و كذلك لنفض الغبار عن أرشيف مهم، مهمل للأسف.
و قد ارتأينا في موقع الأزمنة أن ننشر نص العرض في ثلاثة أجزاء، آخذين بعين الاعتبار أن العرض طويل نسبيا.
و قبل المرور إلى النص السالف الذكر، لا بد أن نشير أيضا إلى ما كتبه عبد الله العروي عن علال الفاسي في إحدى يومياته بخواطر الصباح و المؤرخة في 10 فبراير 1971 بمناسبة النشاط الذي ألقي فيه العرض، لعله يفيدنا في الاقتراب من الحال التي كانت عليه ظروف تلك المرحلة من تاريخ الثقافة في المغرب.
خواطر الصباح، الجزء الأول، ص: 103
يعلم علال أن تاريخ المغرب (يقصد مجمل تاريخ المغرب، ظهر أول الأمر بالفرنسية في أجزاء بعنوان L’histoire du Maghreb) أغضب الكثيرين، داخل و خارج الحكومة. يعلم أن المثقفين المغاربة لاذوا بالصمت كما فعلوا من قبل عند صدور الإيديولوجيا (يقصد كتاب الإيديولوجيا العربية المعاصرة) و مع ذلك، أو بسبب ذلك، و رغم مكانته، اقترح على عبد الكريم غلاب، أن يقدم الكتاب في إطار أنشطة جمعية كُتّاب المغرب.
زعيم و أستاذ و يعتبر نفسه أحد أعضاء الجمعية: درس و أي درس لنا جميعا !
لا يهمّ كيف قرأ الكتاب، كيف يؤوله أو يوظفه. المهم أنه يثبت بتصرفه هذا أن من يحترم الفكر يقاومه بالفكر لا بشيء آخر و أن كل مفكّر مشكور.
موعدنا، ابتداءا من الغد، مع أجزاء العرض.