علال الفاسي : تاريخ المغرب ج3
وحينما تكلّم المؤلّف عن المُرابطين ص 157 نراه تأثّر بالدّعاية الموحديّة ضدهم كما وقع لكثير من المؤرّخين المغاربة قدماء ومحدّثين. والواقع أنّ ثورة المُرابطين كانت سلفيّة في العقيدة بكلّ معنى الكلمة، موحدة في التّشريع على المذهب المالكي، وفيها يجد العروي المشروعيّة الّتي يبحث عنها للدّولة ووحدة الثّقافة. لقد كان للعلماء مركز الشّورى الممتاز، إذ الدّولة قامت على أكتافهم ولم تكن لهم ادّعائيّة مهدوية ولا عصمة ملك، بل كان الكلّ خاضعًا للشّرع مكلّفًا باتّباعه. وسوء التّفاهم الّذي وقع بينهم وبين الغزالي في ظاهره انتصار من العلماء على النّقد الّذي وجّهه الغزالي إليهم وتشنيعه على فقهاء عصره. وربّما كان الباعث السّري سياسيًّا؛ لأنّ الغزالي كان يعمل لنصرة السّلجوقيّين في الشّرق وما كان يُريد أن تقوم خلافة مغربيّة في المغرب. هذا مُجرّد فرض ويحتاج إلى تحقيق، ولم يكن هذا النّقد لأنّ الغزالي شافعي كما ظنّ المؤلّف.
أمّا ابن تومرت فلم يتّصل بالغزالي فقط. لم يثبت ذلك تاريخيًّا (164) وأنصح المؤلّف بمُراجعة المُقدّمة الّتي كتبها (لموطا بن تومرت) المستشرق الكبير (جولد زيهر). فإنّ فيها ما يكفي لإبطال ذلك الادّعاء.
وابن تومرت ليس في الطّريق نفسه بين الأشعريّة والمُعتزلة كما رأى المؤلّف ص 164؛ ولكنّه كان بين الأشعريّة والشّيعة. فقد أخذ عن هؤلاء عصمة الإمام ومبدأ المهدوية وعنهم أخذ إثبات صفات المعاني وحدها وهم متّفقون في ذلك مع المعتزلة، وفي ما عدا ذلك فقد أحبّ أن يُقاوم مذهب مالك ويستعمل الظّاهريّة دون أن يجد في ذلك.
لقد كانت الدّولة الموحديّة عظيمة حقًّا ولكنّها انهزمت في العقاب: سبب ذلك انتصار المسلمين على الصّليبيّين في المشرق ص 179.
وجاءت الدّولة المرينيّة نتيجة تعاون بني الهلاليّين والمرينيّين. ولم يكن هذا التّعاون لرابطة النّوماديّة كما زعم المستشرقون. وعلى كلّ فقد بدأ تفكّك في الخلافة المغربيّة، والفراغ الّذي حصل في السّلطة الموحديّة هو الّذي خلق الدّولة المرينيّة لا العكس.
كانت محاولات كثيرة لإعادة بناء التّجربة المرابطيّة الموحديّة ولكن ذلك فشل تمامًا. وقد أعطى المؤلّف هنا تحليلات مُفيدة وعرضًا تاريخيًّا أكثر إفادة؛ ولكنّه حينما أراد أن يُبيّن أراضي الجيش عاد فوق في الإقطاع غير الموجود. إنّ انجذابًا يحصل للمؤلّف لاعتبار التّسلسل التّاريخي الواقع في أوروبّا من العبوديّة للفيوداليّة فالبورجوازيّة فالبروليطاريّة وتطبيقه على المغرب، مع أنّه يعلم عدم صحّة ذلك وقد أشار إليه مرارًا. فالإقطاع يتحوّل على فيوداليّة واضطرابات الأندلسيّين تشبه أن تكون خصومات العموم في المدن الأوروبيّة، دون أن يذكر أنّ هذه ليست إلّا مؤثّرات الاتّصال الصّليبي بالمدن الإسلاميّة وأنظمتها في الشّرق.
لكن إذا كان أبو عنان قد فشل في بناء خلافة لعموم المغرب فقد نجح في بناء دولة مغربيّة، وفي تحويل الاتّجاه العصبي إلى تمسّك بمحبّة النّبي وصوفيّة الولاية.
كان يسرّني لو تنبّه المؤلّف هنا إلى دور اكتشاف ضريح مولاي إدريس بفاس في العهد المريني وإلى نمو المحبّة للرّسول والاتّصال بالمدينة المنوّرة وإقرار المظهر الدّيني الّذي استمرّ يطبع المغرب في الدّولة الموالية، حتّى أصبح التصوّف والمحبّة مكان القبليّة والعصبيّة. إنّها محاولة لجمع كلمة الأمّة على ثقافة موحدة وجهاد ضد الصّليبيّين الذين أخذوا يتهافتون على المغرب والعالم الإسلامي. لقد تنبّه لهذه ميشو بلير في ما كتبه عن الطّرق الصّوفيّة في المغرب.
كما كان يسرّني أن لا يهمل الأستاذ العروي مع طاقته في البحث الملكيّة الجماعيّة في المغرب وأثرها في تكوين الأوضاع في البادية. فأكثريّة الأرض في المغرب كما يعلم الأخ كانت قبل الاستعمار الأوروبي جماعيّة أو للدّولة والجيش.
إنّ دراسة تاريخ النّظام العقاري في المغرب، منذ العهد القديم إلى عهد الاستعمار الحديث، موضوع لم يطرق بعد وأقترح على الأستاذ أن يقوم به. ولا يعلّق أهميّة كبيرة على النّوازل الفقهيّة في اكتشاف سيطرة الملاكين على الفلاحين أو في وجود فيودالية. فالنّوازل مهتمّة بثلاثة مشاكل اجتماعيّة هي كل مشكلات إفريقيا لا المغرب وحده، مشكلة تقسيم الأرض وحدودها، ومسألة الرّي وتوزيع السّقي، ومشكلة المرأة.
إنّ دخول الزّوايا والعلماء في قيام الأسر المالكة في المغرب كان نهاية العهد الخلدوني.
ونأخذ على الأستاذ تقصيره في الحديث عن الدّول الوطاسية والسّعديّة والعلويّة، لا سيما في قضيّة مثل وادي المخازن الّتي لم يتناولها إلّا لمامًا، كما فعل (جوليان) و (تيراس) الّذي حاول إنكار وجودها.
لقد كان الواجب على كتاب يعد المغاربة لتفهم تاريخهم أن يعطي لهذه النّقطة ما تستحقّه من إبراز أثرها في حفظ المغرب من الاحتلال الأجنبي ورفع سمعته في الخارج، وفي توحيد كلمة الأمة نحو العلماء والأولياء. لقد تنبّه المؤلّف إلى بدء الوعي في الرّأي العام المغربي بفضل تدخّل العلماء، وكان واجبًا أن يشرح نوعًا ما ذلك في النّقاش الّذي جرى بين علماء فاس والمسلوخ وبين المنصور الذّهبي والعلماء بعد ذلك في قضيّة فتح السّودان.
إنّ ذلك لجدير أن يوجّه الأنظار لبحث اجتماعي تاريخي مهم.
أمّا عن الدّولة العلويّة فقد أبرز قيامها دون اعتماد على الزّوايا ولا على العصبيّات. والواقع أنّها اعتمدت على الشّرف الّذي بثّ حبّه على الخصوص المرينيون وقواه الجزولي بإصلاحاته الشّاذليّة. وكان قيامها استجابة لحاجة مُلحّة في البلاد لتوحيدها وتحريرها من التسرّب الأجنبي المُهيمن على كثير من مراكزها ومن زوايا أخذت تكوّن إمارات على الشّكل الأندلسي. فوجد العلويّون في الشّعب قبولًا زكّاه علماء وصلحاء أمثال الفاسيين (أحمد بن عبد الرّحمن الفاسي وأبناء عمومته) الّذين يرجع إليهم فضل تسهيل دخول مولاي رشيد لمدينة فاس.
كان واجبًا إبراز هذا الدّور التّحريري للمغرب في هذه الحقبة من الزّمان. أمّا عن سياسة مولاي إسماعيل في قضيّة جيش العبيد فلم يكن ردّ الفعل عليها كما ظنّه الأستاذ بسبب أن أخذ العبيد أثر في عمال الفلاحة، فاحتجّ المالكون على ذلك. ولذلك ينبغي أن نفهم السّياسة الّتي كان يرمي إليها مولاي إسماعيل. إنّها تكوين جيش مُرتبط بشخصه مخلص له، يتمكّن معه من تجريد القبائل المغربيّة من السّلاح حتّى لا تعود للتمرّد ولا تبقى الدّولة عالة عليها. وقد أقنعه علوش أنّ جميع الملوّنين واتّخاذهم عبيدًا لله وله يفي بذلك الغرض. وقد أفهمه أنّ جميع السّود الموجودين في المغرب كانوا عبيدًا للسّعديّين وغيرهم. ونجد في مُراسلات اليوسي ومولاي إسماعيل ما يُبيّن المغزى الّذي أشرنا إليه من تجريد القبائل. وفكرة تكوين جيش نظامي يغني عن تسليح القبائل الدّائم لا غبار عليها لأنّها تنهي أمد العصبيّات والقبليّات ولكن الخطأ وقع في الاتّجاه إلى الملوّنين وحدهم.
والمُعارضة الّتي حصلت من العلماء وأدّت إلى مظاهرات من الملوّنين ومن الشّعب لم تكن ضدًّا على تكوين الملك لجيش أو لتجنيد الأمّة، وإنّما كان ضدًّا على ادّعاء علوش أنّ كلّ ملوّن عبد. الأمر الّذي ظهر بمظهر استعباد الأحرار. وقد استمرّت المُعارضة والمُظاهرات في فاس ومكناس على الخصوص بعد أن تمّ تنفيذ الخطّة في المغرب كلّه. وجرت مُراسلات بين سيدي محمّد بن عبد القادر الفاسي وبين مولاي إسماعيل تقبل فيها العاهل بصدر رحب انتقاد العلماء وأجاب عنها مُحاورًا ومُدلّلًا على حسن نيّته دون أن يتّجه إلى العنف في تطبيق القرار على مدينة فاس. ولما توفّي سيدي محمّد قام يتزعّم هذه المُعارضة سيدي عبد السّلام جسوس. وانتهز عامل فاس الرّويسي الأمر فأخذ يستعمل العنف واعتقل جسوس وأسرته وجرّدهم من أملاكهم كما يشرح ذلك النّاصري والضّعيف وغيرهما. وانتهى الأمر بموت الشّهيد جسوس مخنوقًا في سجنه، بعد أن وزّع نشرة يقول فيها إنّه لم يُوافق على ما طلب منه في مسألة الملوّنين لأنّه لم يجد في قواعد الدّين ما يسمح له بالموافقة على استعباد الأحرار.
أمّا العبيد فلم يثبت تاريخيًّا، لا في المغرب، ولا في العالم الإسلامي، أنّهم كانوا يشتغلون في الفلاحة لحساب الملاكين الذين يملكونهم هم أيضًا. وإنّما كانوا يشتغلون في البيوت والأمور الحضريّة. فلا يعقل أن يكون الخوف من ضعف اليد العاملة في الفلاحة سببًا في مُعارضة الأهالي والعلماء لجمع الملوّنين. ولو كان الأمر كذلك لكان في تجريد القبائل من السّلاح والإبقاء عليها في أماكنها ما يكفي لسدّ حاجة الفلاحة وزيادة.
وقد ظهر خطأ سياسة العبيد بعد موت إسماعيل الكبير فبقي المغرب تحت رحمتهم مدّة ثلاثين عامًا يعيثون فيه فسادًا حتّى أنقذ البلاد منهم سيدي محمّد بن عبد الله.
ويأتي بعد هذا دور التّهافت الاستعماري الأجنبي على المغرب العربي فيُحلّل الأستاذ (ص 298 وما بعدها) دور اليهود الذين سمّاهم بالأقليّات الدّينيّة مع العلم بأنّه ليس في المغرب أقليّة دينيّة غيرهم. وأبرز على الخصوص أهميّة الأثر الّذي أحدثته تنازلات للأجانب في ضعف نفوذ الدّول المغربيّة وملوكها.
ولم تكتف اليد الأجنبيّة بمُحاولة هدم الدّولة والحكومة الوطنيّة فحسب بل عملت على هدم المُجتمع. وباسم الدّعوة إلى الإصلاح عملت على إشراك الأجانب في شؤون البلاد. وبعد أن استكملت التغلغل صارت هي الّتي تُطالب (بفتح اللام) بقبول إشراك الأهالي في بعض المسؤوليات.
وفي ص 305 يطنب الأستاذ في الحديث عن الاستعمار المنتصر. و أبرز الشّتائم الاستعماريّة الّتي يكيلها الأجانب للمغاربة حاضرهم وماضيهم ويستمرّ حتّى ص 317 وما بعدها في بيان وسائل الهدم الفرنسي للأنظمة الإسلاميّة والشّريعة والمدارس القرآنية (انظر الفقرة الأخيرة ص 318).
وفي هذا الباب يظهر أنّ المؤلّف وقع له ممّا انتقده على غيره فتحدث عن تاريخ الفرنسيّين والإسبانيّين في المغرب أكثر ممّا تحدث عن ردود الفعل المغربيّة وحياة البلاد الدّاخليّة.
لقد أبرز المؤلّف ثلاث حتميات استعماريّة كنتيجة للاحتلال الأجنبي للمغرب (ص 324).
1- استمرار العلاقة مع أوروبّا الاستعماريّة وقطعها مع الماضي المحلّي.
2- اجتماعيًّا دوام نفوذ الجماعات الأجنبيّة على الجماعات الأهليّة (النّشاط الاستعماري خلق مفانقين أهالي)، يشعرون بمصالحهم وينتظمون بوقا مُتحدّثًا باسم كلّ الجماعات المستغلّة.
3- عقائديًّا، يتبنّون تبعًا لشهادة بعض المغاربة الدّعوة لمواصلة الرّجعيّة ضدًّا على الإصلاح الدّيني حتّى النّشاط السّياسي. وهاتان الحتميّتان لا يُؤكّدان الاستمرار المفروض لأنّه أوّلًا يحدث قطعًا في مستوى تغيير الأدوار الاجتماعيّة، أقلّ وضوحًا قطعًا من حال الحتمية الاقتصاديّة ولكنّه واقع على كلّ حال، وثانيًا فإنّ الاستمرار خيالي؛ لأنّ الأيديولوجيّة نفسها يمكن أن تخدم غايات اجتماعيّة مختلفة.
ويُلاحظ على نقد المؤلّف عدم اهتمام الوطنيّين بالرّيف وبالفلاحين إنّ الأمر بالعكس. فالحركة السّلفيّة الأولى كانت عونًا قويًّا لمقاومة الجهاز الاجتماعي الّذي استعمله المستعمرون لتخذيل القبائل (بعض الطّرق). وبعض الشّباب البورجوازي اتّجه في وفد إلى الرّيف لتأييد البطل عبد الكريم (المرحوم عبد القادر التّازي وأخواه أحمد والحسن). أمّا الدّفاع عن الفلاحين فهو المجال الّذي شغل الوطنيّين منذ سنة 1927 حتّى 1930. وهو عهد الجهود الاستعماريّة الّتي بذلها ستيغ. وفي هذه الحقبة وقعت مُعارضات مهمّة في المدن وفي القرى بقيادة الشّباب الوطني (بيان فاس) والدّعاية في القبائل لعدم تفويت الأرض، والاعتقالات الكثيرة في هذا الصّدد، واستقدام ستيغ المقصلة من فرنسا ثلاث مرّات لتنفيذ أحكام الإعدام في حوادث الأرض. وحملة الظّهير لبربري ليست في العمق إلّا دفاعًا عن الفلاحين دينًا ولغة ودنيا.
لقد ختم المؤلّف كتابة بهذه الفقرات:
‹‹على الوطنيّة المغربيّة أن تُهيئ المغرب لما لم يكن مُهيئًّا له إلّا هامشيًّا، أي للتّجديد العصري: وحدة ثقافيّة، تسييس الجماعات، إقرار مشروعيّة الدّولة، وأقبح السّياسات هي تلك الّتي تدعى بالتقليّديّة أي تبنّي إجراءات الحكّام السّابقين وهي جريمة في الأمد البعيد لأنّها تبنى على بنيان متفكّك. وأسباب النّجاح تتلخّص في معنى هذه الدّراسة (المشروعيّة) وانسجام الدّولة والجماعة. إنّ المستقبل للمدن، يجب تحضيرها وبما أنّ نموّها أكثر من تصنيعها فينبغي إعداد الحضريّين الجدد››. ثمّ يقول: ‹‹من غير تشارك لا يُمكن لأي تصنيع أن يدوم››.
و يظهر لي أنّ الاهتمام بمستقبل المدن يجب أن لا يعني إبقاء البادية كما كانت منعزلة، أو تهجيرها إلى الحاضرة. بل الواجب اليوم هو الاهتمام بإزالة كلّ فارق بين البادية والمدينة إلّا فارق الاختصاص المهني (الفلاحة وما إليها). يجب تحضير البادية بإصلاح طرقها الرّئيسيّة والثّلاثيّة وجرّ ماء الشّرب النّظيف المُعقّم إليها، وإعطائها المدرسة والمسجد والمستشفى ومراكز الاجتماع ومواطن أوقات الفراغ والإنارة الكهربائيّة إلخ. تمامًا كما هو واقع اليوم في ألمانيا الشّرقيّة مثلًا.
ويخلص الأستاذ العروي إلى أنّه لا بدّ من إقامة ديموقراطيّة حقيقيّة. ‹‹مستقبلنا مرتبط بحوار حرّ بين الفئات الاجتماعيّة. يجب إرجاع كلّ ضحايا الطّرد، اللّاجئين إلى الجبال والصّحارى.
بعد عصور الانحطاط والاحتلال الأجنبي، وعلى الرّغم من عمل الطّوائف الدّينيّة الموّحد، والتّجديد الّذي قامت به الأحزاب والأخوة الّتي عشناها في وقت الشّدة، فإنّ الثّورة الكُبرى لم تقع بعد. إنّها دائمًا في جدول الأعمال، إنّها أوّلًا وقبل كلّ شيء سياسيّة. و هي وحدها الّتي تضمن العمق ونجاح كلّ تصنيع في المستقبل.
و لكي يتوافق المغربي مع عصره ومع أرضه، ينبغي أوّلًا أن يُصالح نفسه ويُصالح على الأخصّ أخاه. و الحكومة الشّرعيّة، وحكومة الغد هي الّتي تعمل بكلّ ما لها من طاقة وبما لها من نفوذ على تحقيق هذه الغاية››.
ذلكم هو الحديث عن الكتاب القيّم تاريخ المغرب الّذي كتبه الأستاذ عبد الله العروي. أرجو أن أكون قد وفقت في إبراز أهم معالمه، وتحليل بعض ما أثاره من موضوعات. وإنّني أجدّد تهنئتي للمؤلّف بهذا الإنتاج القوي المُفيد. وأؤكّد له سروري بتقدّمه في ميدان المعرفة، كما أؤكّد اقتراحي أن ينكب على تأليف كتاب عن تاريخ النّظام العقاري في بلادنا من أقدم العصور إلى اليوم.
وإنّ الملاحظات الّتي أبديتها لا تعني أبدًا النّقص من قيمة الكتاب، بل هي استزادة من معناه، وأشكركم على حسن انتباهكم.
إقرأ أيضا: