مشروع الديمقراطية : التاريخ، الأزمة، الحركة
عن عالم المعرفة، السلسلة التابعة للمجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب الكويتي، صدر، في نونبر 2014، ترجمة كتاب مشروع الديمقراطية: التاريخ، الأزمة، الحركة لمؤلفه ديفيد غريبر (The Democracy Project : A History, A Crisis, A Movement. By David Graeber. Spiegel & Grau, New York 2013) و ترجمة أسامة الغزولي.
و يعتبر هذا الكتاب، المكون من 294 صفحة موزعة على خمسة فصول، كتابا عن حركة “احتلوا وول ستريت” (حركة احتجاجية فوضوية بدأت في السابع عشر من شتنبر 2011 في منطقة المال في نيويورك المعروفة بوول ستريت”)، كما أشار إلى ذلك المترجم في مقدمته، هذا الأخير الذي تساءل في المقدمة نفسها هل هذا الكتاب “ثوري يمهد لما يشير إليه البعض في الولايات المتحدة ذاتها بأنه الثورة الأمريكية المقبلة؟”.
و يعد ديفيد غريبر، أستاذ الأنتروبولوجيا في غولدسميث بجامعة لندن و الناشط السياسي، أحد المثقفين الأكثر تأثيرا في العالم الأنكلوساكسوني حسب نيويورك تايمز.
هي مسألة قُتلت بحثا: ما الثورة؟
ظننا أننا نعرف. بدت لنا الثورات عمليات استيلاء على السلطة من قبل القوى الشعبية التي تستهدف تحويل طبيعة النظام السياسي، الاجتماعي، الاقتصادي في البلد الذي اندلعت فيه الثورة، و عادة ما يكون ذلك وفقا لحلم رؤيوي ما في مجتمع عادل. و نحن نعيش هذه الأيام في عصر ليس من المحتمل –عندما تكتسح جيوش المتمردين مدينة، أو تسقط الانتفاضات الجماهيرية ديكتاتورا- أن يحمل هذه الدلالات الضمنية؛ عندما يحدث تحول اجتماعي عميق –كما جرى مثلا بصعود النسْوية- فمن المرجح أن يتخذ شكلا مختلفا، تماما. لا يعني هذا أن الأحلام الثورية اختفت. لكن الثوريين المعاصرين نادرا ما يظنون أن بوسعهم تحقيقها عبر معادل عصري ما لعملية اقتحام الباستيل.