مدينة الصويرة تحتضن موسيقى أفريقيا والجاز الأميركي في “مهرجان كناوة”
على إيقاعات مزجت بين موسيقى “كناوة” ذات العمق الأفريقي، وموسيقى الجاز الأمريكية، تابع جمهور مدينة الصويرة المغربية مساء الخميس، أولى سهرات “مهرجان كناوة.. موسيقى العالم”، في دورته الـ 19، التي تستمر على مدار أربعة أيام.
وكان جمهور المهرجان من المغاربة والسياح الأجانب، على موعد مع موسيقى الجاز، مع الثلاثي “جيف بلارتريو”، بقيادة عازف الطبل “جيف بالار”، وكل من “ليونيل لويك” من بنين، و”ميكيل زينون” من بورتوريكو(إقليم من الجزر في البحر الكاريبي يتبع للولايات المتحدة).
كما قدمت فرقة “المعلم”، بقيادة الفنان المغربي، محمد كويو، عرضًا بساحة مولاي الحسن، داخل أسوار المدينة العتيقة (الصويرة)، على إيقاع قرع قوي وسريع على الطبول المصحوب بصوت “القراقب”(آلات نحاسية تستعمل في العزف)، وبحركات استعراضية متناغمة مع الإيقاع الموسيقي.
وعلى إيقاع آلة “الهجهوج” الوترية، عزف “كويو” بمهارة ألحانًا مؤثرة، ارتقت بآلاف المشاركين في المهرجان إلى حالة من الجذب الصوفي، حيث رددوا “الصلاة على النبي”، وعبروا عن الشوق إلى “المقام النبوي”.
وتسعى دورة هذه السنة من مهرجان “كناوة.. موسيقى العالم”، إلى أن تكون عنوانًا لإحياء الذاكرة والتقاليد، والاحتفاء بالشباب والجاز، والمزج بين ألوان موسيقية عالمية مختلفة، بحسب القائمين على المهرجان.
وتحتفي مدينة الصويرة، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، سنويًا بموسيقى كناوة، التي تؤرخ لمعاناة العبيد السود الذين تم استقدامهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، للعمل في القصور الملكية، قبل أن يعتنقوا الإسلام، ويؤسسوا طريقتهم الصوفية الخاصة بهم، المتأثرة بالطقوس الأفريقية القديمة والعادات الإسلامية المنتشرة حينها في المغرب.
وتحكي أغاني كناوة “قصة أقلية تمتل تراثًا فريدًا في العالم”، هي معاناة “العبد” أثناء رحلته من بلده ومعاناته، والتي من خلالها تحاكي الإيقاعات الاحتفالية للقبائل الأفريقية، كما تروي حكاية تعايش العربي والأمازيغي والأفريقي المسلم على أرض المغرب.
وتتميز عروض موسيقى كناوة، بالرقص على نغمات “الكنبري”(آلة وترية تستعمل في العزف) والطبول والقراقب، فيما يرتدي العارضون ألبسة بألوان فاقعة.