طنجة، جنة المثليين التي كانت!
بملف ملفت تحت عنوان “عمالقة مثليون… غيروا العالم عبر المغرب”، اختارت أسبوعية الأيام المغربية، في عددها الأخير 633، النبش في تاريخ مشاهير المثليين العالميين بالمغرب. فعلى امتداد ثلاث صفحات يبحر الكاتب، هشام روزاق، في تفاصيل حركة ثقافية استقرت في طنجة منذ أوائل القرن العشرين، و التي “أثرت في الكثير من تفاصيل الثورة الأدبية و الثقافية التي عاشها العالم”. طنجة، تلك المدينة الأسطورية التي تربط بين بين بحر و محيط من جهة، و بين شمال و جنوب من جهة أخرى، كانت بمثابة جنة فوق الأرض بالنسبة للمثليين في الوقت الذي كان الغرب “يمارس أقسى أنواع النفاق و القسوة” تجاههم.
و عبر ستة بورتريهات، خمسة منها لكتّاب (بول بولز Paul Bowles، جان أوير Jane Auer -زوجة بول بولز-، ويليام بوروغس William Burroughs، جون جونيه Jean Genet و تينيسي وليامس Tennessee Williams) و سادسة للمدينة.. طنجة، يحاول الكاتب تسليط الضوء على “أسماء كبيرة، أعلنت ولادتها و نضجت في المغرب، و قدمت للعالم روائع أدبية و فنية أسست لحركات ثقافية ثورية، و تأثرت بالمغرب، و أثرت في الكثير من ملامح تطوره الثقافي. أسماء كبيرة، وحدتها المثلية الجنسية في الكثير من محطاتها و عناوينها… لكنها -وهذا الأهم- كتبت تاريخا آخر للمغرب، و قدمت صورا مغايرة للصور النمطية التي تلاحقنا على امتداد قرون”.
في الملف ستجدون عشرات الأسماء التي مرت من طنجة، المدينة التي وصفت بـ “مكة مثليي أوروبا و أمريكا الشمالية” (La Mecque pour les homosexuels d’Europe et d’Amérique du Nord)، و هي أيضا المدينة التي قال عنها الكاتب الأمريكي ترومان كابوت Truman Capote، ملخصا حكايتها: “قبل التوجه إلى طنجة، اسحبوا كل مدخراتكم من البنك، و قولوا وداعا لأصدقائكم.. الله وحده يعلم إن كنتم سترونهم بعد طنجة. أقول ذلك بصدق.. هنا في طنجة، العدد الهائل جدا، هنا أناس قدموا إليها من أجل عطلة قصيرة فقط، فاستقروا بالمدينة، و تركوا السنين تمر، لأن طنجة مرسى تحتضنكم، هي مكان في منأى عن الزمن”.
قراءة ممتعة.