قصة متكاملة عن جون جونيه بقلم وليام بروز
يعتبر كتاب جون جونيه في طنجة أحد الكتب الثلاثة التي كتبها الكاتب المغربي محمد شكري عن ثلاثة من عمالقة الأدب العالمي الذي أثروا في تاريخ طنجة الثقافي، و هم بول بولز، جون جونيه و تنيسي وليامز.
و إذ ننشر اليوم، في موقع الأزمنة الثقافي، نص المقدمة التي كتبها للكتاب سالف الذكر وليام بروز William Burroughs، فمساهمة منا لإلقاء الضوء عن حراك ثقافي مر من طنجة ذات مرة، و عن أدباء كتبوا عن بعضهم البعض دون مركب نقص. و الأهم من ذلك كله، هو الإشارة إلى أن محمد شكري له كتب بالأهمية ما يناهز أهمية روايته الخبز الحافي أو ما يعرف في لغات أخرى بعنوان من أجل الخبز وحده.
قصة متكاملة عن جون جونيه
إحساسي هو أن كتاب شكري عن جونيه في طنجة لا يحتاج إلى مقدمة. إنها صورة متكاملة عن جان جونيه. و من يقرأ هذه المذكرات سيرى جونيه بنفس الوضوح الذي رأيته به في شيكاغو.
“ليست هناك (لا) مطلقة، و لا (نعم) مطلقة. ها أنا جالس معك الآن. و لكن يسهل جدا ألاّ أكون معك”.
كانت مسألة حظ خالص أن يكون جونيه في شيكاغو سنة 1968 عندما جاء ليغطي انتخابات الحزب الديمقراطي لمجلة إسكواير ESUIRE.
“لا أنا بالوجودي، و لا بالعبثي. أنا لا أؤمن بتصنيفات من هذا النوع. لست إلا كاتباً، سواء كنت جيدا أو سيئا”.
أنا بدوري غالبا ما أفقد صبري تلقاء هذه التصنيفات. هل أنا كاتب ينتمي إلى البتنكس؟ أو كاتب سوداوي أو ما أشبه.
هناك كتابة جيدة أو كتابة سيئة، أما إطلاق التسميات فينقصه المعنى.
“كنت دائما أكتب حتى قبل أن أحاول كتابة أيّ شيء”. إن سيرة كاتب ما لا تبدأ لحظة شروعه في الكتابة، فالسيرة و الكتابة قد تَحدثان قبل أو بعد تلك اللحظة”. “لم أبدأ الكتابة حتى بلغت الخامسة و الثلاثين”.
في مقال كتبته عن كِرْوَاكْ قبل أن أرى مذكرات شكري، قلت نفس الشيء بالضبط: “قبل أن تكتب شيئا على الورق كنت قد كتبت دائما”.
هذا الاقتناع المشترك هو الذي مكّننا، جان جونيه و أنا من التخاطب، في شيكاغو، بالرغم من من فرنسيتي الفظيعة و إنجليزيته التي لا وجود لها. و لو أنه اعتبر نفسه وجوديا أو عبثيا لكان هذا التخاطب شبه مستحيل.
عندما قرأت مذكرات شكري رأيت جون جونيه و سمعته بوضوح كما لو أنني كنت أشاهده في فيلم.
من أجل أن يحقق الواحد الواحد دقة من هذا النوع عن طريق سرد الأحداث و تسجيل ما قيل فيها، على المرء أن يمتلك صفاء نادراً في الرؤية. إن شكري كاتب.
وليام بروز – WILLIAM BURROUGS.