اكتشافات اركيولوجية بمدينة الدار البيضاء
على إثر أعمال الترميم و إعادة تأهيل النسيج العمراني للمدينة العتيقة للدار البيضاء من بينها مسجد ولد الحمراء و الذي أسسه أحد المحسنين ” ولد الحمراء ” الشاوي من قبيلة أولاد امحمد في سنة 1204 ه/1790م على عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله ،وأعيد بناؤه وتجديده في عهد السلطان مولاي الحسن الأول سنة 1290هـ /1876 خاصة حيث رفع صومعته وأضاف إليه بلاطين لتوسعته، شهدت هذه المعلمة التاريخية أعمال الصيانة و الترميم لجميع مكوناتها من سقف و أقواس و بلاطات و محراب و صحن و قد واكبت المفتشية الجهوية للمباني التاريخية و المواقع لمدينة الدار البيضاء أعمال الترميم و الصيانة باعتبارها الجهة القانونية المخول لها بمواكبة الملفات التقنية، حيث أسفرت عمليات الحفر على اكتشاف بقايا أثرية بصحن المسجد بمستويات مختلفة تعود إلى عصور سابقة لتاريخ بنائه.
على اثر ذلك تم توقيف أعمال الترميم و باشرت المفتشية الجهوية للمباني التاريخية و المواقع الحفريات على مستوى الصحن حيث تم اكتشاف بقايا قنوات مائية قديمة تعود إلى مراحل مختلفة من استقرار الإنسان بحاضرة أنفا، كما تم اكتشاف بقايا من الحجر المنجور و أجزاء من الأعمدة المقطعة و التي من المرجح أنها تعود لأعمدة أعيد استعمالها في البناء و التزيين أو أنها جلبت من أماكن أخرى لهذا الغرض. إضافة لذلك تم العثور على لقى أثرية عبارة عن بقايا خزفية، و عظام و أصداف بحرية.
إن هذه الاكتشافات على مستوى صحن مسجد و لد الحمراء مهمة للباحثين المنكبين على دراسة فترات من تاريخ انفا حيث تقل فيها المعلومات التاريخية و أحيانا تنعدم، فمثل هذه الاكتشافات الأثرية من شأنها إعادة كتابة تاريخ هذه الحاضرة الضارب جذورها في عمق التاريخ.
و جدير بالذكر أن المدينة القديمة للدار البيضاء شهدت و منذ الزيارة الملكية في غشت 2010 قفزة نوعية في مجال التعريف بها والمحافظة على مكوناتها العمرانية و الهندسية بحيث تم ترتيبها تراثا وطنيا بموجب ظهير n° 2839.13du 07-11-2013 B.O N°6211 du 09-12-201 و أضحت اليوم من أهم المكونات التي يرتكز عليها لإدراج مدينة الدار البيضاء في لائحة اليونسكو كتراث عالمي.
عن وزارة الثقافة المغربية