عبد الله العروي ببرنامج في الواجهة تقديم مليكة ملاك
تستضيف الإعلامية مليكة ملاك في هذه الحلقة من برنامج في الواجهة على القناة الثانية المفكر و المؤرخ المغربي، الدكتور عبد الله العروي، للنقاش حول حكومة عبد الرحمن اليوسفي و أمور أخرى سياسية و ثقافية.
يشارك في الحلقة كل من محمد نور الدين أفاية و محمد الكحص.
و فيما يلي ما خطه الأستاذ عبد الله العروي حول البرنامج و الموضوعات المناقشة في الجزء الرابع من خواطر الصباح.
الأحد 18 يونيو 2000
عودة من برشلونة.
دارت كل الأسئلة التي طرحها عليّ الصحفيون الإسبان حول المشكلات الاجتماعية الخاصة بالمغرب و البلاد العربية و الإسلام: الهجرة السرية، مشكل المرأة، الإسلام و الديمقراطية… الخ. كل ما جاء في أجوبتي خارج هذا الإطار لم ينشر على افتراض أن الصحفي السائل اعتنى بتسجيله.
لم أتعجب لهذا الأمر إذ ما فتئت أنبه المفكرين العرب عليه. كنت أقول: تعتقدون أن الثقافة قد تنفصل عن السياسة و عن الاقتصاد، و أن الكاتب العربي يستطيع أن يخاطب الآخر على قدم المساواة إذ الفكر حرّ غير مقيد بظواهر المجتمع. هذا وهم. الآخر لا يستمع لمن ينتمي إلى مجتمع “متجاوز” إلا في إطار المتجاوز.
فكرة الفصل التام بين الأنا و الآخر، الخطاب من منبر “مختلف”، هي بالضيط ما يروق للغير إذ فيه اعتراف ضمني بعدم التكافؤ. من ينتصر لفكرة الاختلاف يخاطب الغير فيُقْبل في حدود. و من لا ينتصر له مثلي و ينطلق من وحدة التاريخ يجد صعوبة كبرى لجذب انتباه الغير و في الوقت نفسه يصدم مجتمعه الأصلي كما لو كان يصيح في بيداء.
الثلاثاء 26 يوليو 2000
يعد المقابلة مع مليكة ملاك في القناة الثانية التي أذيعت مباشرة يوم الأربعاء 19. جالسٌ في مطعم فندق المنزه إذ مر أحد “كتّاب السلطان”. بادرته زوجتي بالتحية إذ تعرفت عليه أثناء اشتغالها في الخزانة العامة. التفت إليّ قائلاً: لا بدّ أن نناقش العرض الذي قدمت في التلفزة. أجبته بحركة رأس مبهمة. لم أقم من مقعدي و لم أشجعه على متابعة الحوار. هل يتصور أني أريد أن أناقش الأفكار التي تقدمت بها؟ هذه رسالة وجهت إلى كل من يهمهم الأمر. العبارة التي استعملها هذا الشخص تدل على عدم الرضى. يطنون جميعاً أن الخطاب موجه إلى أعلى. أما أن يكون المقصود به العموم، فهذا ما لا يتصورونه..
الحلقة كاملة